مذكرات نجيب الريحاني

تكمن عظمة نجيب الريحاني في امتداد تأثيره على قلة ما وصلنا من أعماله. تخيل كل شهرة نجيب الريحاني، خلفها كم فيلمًا؟ بالطبع تتوقع أنها عشرات الأفلام، لكن ما تركه الريحاني فقط تسعة أفلام، بدأت بـ»صاحب السعادة كشكش بيه»، في سنة 1931، مرورًا بـ (ياقوت، وحوادث كشكش بيك، وبسلامته عايز يتجوز، وسلامة في خير وسي عمر ولعبة الست وأحمر شفايف وأبو حلموس وانتهاءً بـ غزل البنات) والأخير لم يكمله، علمًا بأن فيلم (ياقوت) كان مفقودًا وأهدته لنا وزارة الثقافة الفرنسية سنة 2007، علمًا بأن أفلام «كشكش بيك» لا وجود لها نهائيًّا، أي أن تأثير الريحاني وشعبيته يستمدها فقط من ستة أفلام هي ما وصلتنا من تراثه، بجانب عشرات المسرحيات التي لم تُصور، ولكن صُور بعضها من بطولة عادل خيري، نجل بديع خيري، شريك الريحاني وصديق مشوار عمره.رحلة مذكرات الريحاني العبقرية للأسف تنقطع قبل وفاتها، فهو يتمنى في نهاية المذكرات التوفيق في مسرحية «لو كنت حليوة»، والتي أعاد عادل خيري تقديمها بتمثيل دور الريحاني سنة 1962، وكان آخر حديثه عن أفلامه مع فيلم (سلامة في خير) إنتاج سنة 1937، ولم يتحدث عن أفلام (سي عمر ولعبة الست وأحمر شفايف وأبو حلموس وغزل البنات)، ولم تتحدث المذكرات لا عن ابنته جينا التي ظهرت بعد وفاته بـ 57 عامًا، وكذا التشكيك في نسبها وقصتها الغريبة والمثيرة، وبالطبع لم تتطرق المذكرات لقضية إسلام نجيب الريحاني من قريب أو بعيد، ولا طريقة وفاته بالخطأ، كواحدة من أشهر حالات الوفاة بالخطأ الطبي في الوسط الفني، وأعتقد أنها الأولى على الأقل في مصر.